اليمن،15 أبريل 2020: وقفت شبكة التضامن النسوي على الوضع المأساوي لمدينة تعز في ظل التصعيد العسكري وتضييق الحصار على المدينة والخطر المحدق من انتشار جائحة الكورونا. وبشكل خاص تدين الشبكة التصعيد العسكري وقصف المناطق المدنية المأهولة بالسكان واستمرار عسكرة المدارس والمستشفيات والمرافق المدنية في محافظة تعز من قبل جميع الأطراف، والتي تم تحويلها لمقار عسكرية أو سجون مما أدى إلى حرمان الأطفال من التعليم طيلة الخمسة الأعوام الماضية، كما يعرض السكان المدنيين المقيمين بجانب هذه المواقع لخطر الاستهداف.
كما تدين الشبكة بشدة اغلاق المداخل البديلة للمداخل الرئيسية المغلقة من قبل جماعة الحوثي مؤخراً بحجة مواجهة وباء الكورونا والذي سيؤدي الى كارثة إنسانية وحرمان السكان من قوت يومهم وسبل عيشهم، حيث لم يعد هناك أي منفذ لدخول البضائع وتنقل الناس إلا عبر طريق وعر شديد الخطورة.
إن سكان مدينة تعز يعانون من انعدام الأمن و الصراع الدموي وتدهور الأوضاع المعيشية، وتفشي الأمراض الفتاكة وشحة المياه ودمار البنية التحتية والاستهداف العشوائي الذي طال كافة المنشآت والمباني والمحلات طيلة الخمسة السنوات الماضية من جميع الأطراف وبشكل خاص جماعة الحوثي التي فرضت الحصار واستخدمت القصف المستمر العشوائي على الأحياء السكنية والقنص والألغام، إلى جانب الانفلات الأمني والنهب والبلطجة بالسلاح بسبب تشكيل الجماعات والعصابات المسلحة الخارجة عن القانون والتي يحسب بعضها لأحزاب سياسية، إن السكان في تعز لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من المعاناة فكل بيت في تعز فيه شهداء او جرحى او اطفال مبتوري الأطراف!
وندعو السلطة المحلية للقيام بدورها لتطبيع الأوضاع وسد الفراغ الأمني والإداري والعمل بجدية مع الجميع لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية خصوصاً أننا قادمون على شهر رمضان وآلاف الأسر النازحة الذين فروا من الاقتتال يعانون من التشريد والجوع والمرض.
وعليه وكخطوات لبناء الثقة، ندعو الأطراف في تعز إلى تحمل المسؤولية التاريخية لحقن الدماء والاستجابة للدعوات الأممية لوقف إطلاق النار والتركيز على منع انتشار جائحة كورونا الشرسة التي تتطلب التهيئة والاعداد والتكاتف لمواجهتها وليس التصعيد العسكري. ويتطلب تنسيق الجهود و بشكل عاجل بين الأطراف المتصارعة في تعز وتقديم التنازلات والعمل الفوري على:
1- نطالب جميع الأطراف وقف العمليات العسكرية فوراً بدون اشتراطات.
2- نطالب جماعة الحوثي بفتح الطرق الرئيسية في المدينة والسماح للمواد الإنسانية من الدخول بحرية وإنهاء المعاناة الإنسانية.
3- نطالب جميع الأطراف بإخلاء المدارس والمرافق المدنية من المظاهر العسكرية والإفراج الفوري عن السجناء والسجينات في السجون والمعتقلات والمعتقلين تعسفيا والمخفيين قسرا في السجون السرية لدى جميع الأطراف، تحسبا لتفشي الوباء في ظل تردي السجون المكتظة بآلاف السجناء.
4- نطالب الحكومة وجماعة الحوثي بالسماح لخبراء اللجنة الدولية المعنيين بالتحقيق بادعاءات حقوق الإنسان باليمن للدخول إلى مدينة تعز وتوثيق الانتهاكات التي طالت المدنيين والمدنيات.
5- اننا ندعو عقلاء تعز وحكمائها بالتدخل لرفع المعاناة واتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة ونذكر القوى المحلية في تعز بمبادرة العشر النقاط لتحقيق السلام في المحافظة والتي نشرتها شبكة التضامن النسوي العام الماضي: https://www.facebook.com/WomenSolidarityYe/photos/a.1805432309529383/2557481074324499/?type=3&theater