تدين شبكة التضامن النسوي بأشد العبارات الحملة الشرسة التي يشنها بعض الإعلاميين ضد عضوتنا في الشبكة الدكتورة نادية السقاف، حيث استهدفتها شخصياً بخطاب كراهية وعنصرية لزراعة الشك في مواقفها الوطنية، وبهدف اغتيال شخصيتها إعلامياً باستخدام معلومات خارج نطاق السياق ليساء فهمها والتحريض عليها، مما قد يعرض حياتها وأسرتها للخطر.
ويأتي ذلك بعد مشاركتها في الحملة التي نظمتها الحركة النسوية #لا_مشروعية_لحكومة_دون_نساء احتجاجاً على التشكيلة الجديدة للحكومة الشرعية التي يتم التفاوض عليها حالياً بحسب اتفاق الرياض، والتي أقصت النساء تماماً مما سيجعلها أول حكومة منذ 20 عاماً تخلو من النساء وهذا يعكس مدى السقوط في حماية حقوق النساء والغائها تماماً من أجندة الدولة الحالية. وقد اعترضت الدكتورة نادية بصفتها نائبة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار على تشكيل الحكومة دون إشراك النساء من خلال فيديو نشرته في صفحتها الشخصية على تويتر.
ويأتي هذا الانتهاك تزامناً مع إصدار حكم الإعدام الجائر بحق الدكتورة نادية السقاف، حيث حكم عليها وعلى 91 شخص بالإعدام تعزيراً وسرقة جميع أموالهم وممتلكاتهم العقارية والمنقولة من محكمة تحت إدارة جماعة الحوثي (أنصار الله) الشهر الماضي. ويأتي هذا الحكم الجائر، والذي ندينه بشدة، كأول حكم إعدام على إمرأة سياسية في تاريخ اليمن مما يدل على الوضع المتردي الذي وصلت إليه حقوق النساء. ويضاف هذا الانتهاك إلى قائمة الانتهاكات الجسيمة الموجهة ضد النساء والتي تمس النساء السياسيات والقياديات خصوصا لاسكاتهن، ووصول هذه الانتهاكات الجسيمة الموجهة إلى النساء بشكل عام إلى مستويات لم تعهدها اليمن على مدى تاريخها، حيث استهدفت النساء وتم اعتقالهن تعسفياً وتعرضن للاعتداء الجسدي والنفسي بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاغتصاب والذي تم توثيقه من قبل لجنة الخبراء الدوليين.
وأثناء تولي الدكتورة نادية في عام 2014 لمنصب وزيرة الإعلام وبسبب وقوفها إلى جانب الدولة وإدانة الممارسات المخالفة للدستور ولدفاعها عن آمال اليمنيين واليمنيات في بناء دولة مدنية، تعرضت حياتها للخطر، واقتحم مكتبها في وزارة الإعلام في صنعاء، وهددها الحوثيين بالقتل حينها إن لم تستجب لأوامرهم، واستطاعت أن تترك صنعاء بصعوبة مع أطفالها، وبعد خروجها بلحظات من منزلها تم اقتحامه وسرقة كل ما فيه، كما تم اقتحام منظمتها منتدى القرن الواحد والعشرين وسرقتها أيضا.
ومع كل ما تعرضت له من أخطار، فقد استمرت في عملها في الحكومة المتواجدة في الرياض لفترة وجيزة ثم استقالت وعادت للعمل المدني والنسوي وخلال الفترة الماضية ورغم كل التهديدات التي تعرضت لها لم تتوقف عن النضال وشاركت في العديد من الندوات والمنابر الدولية، وتحدثت عن انتهاكات جماعة الحوثي وعن أهمية استعادة الدولة ووقف الحرب في اليمن. كما كتبت في العديد من المواقع الاعلامية الدولية ومراكز البحوث الدولية حول الوضع السياسي والحقوقي في اليمن.
إن شبكة التضامن النسوي إذ تدين بشدة هذه الحملات الشرسة والانتهاكات الجسيمة ضد كل عضواتها وجميع القيادات النسوية بما في ذلك الدكتورة نادية السقاف، نؤكد وقوفنا صفاً واحداً كعضوات من مختلف الخلفيات السياسية والمستقلة والمدنية للمطالبة بحقوقنا كنساء، وأننا لن نحيد عن طريقنا نحو تحقيق استحقاقاتنا وآمالنا نحو بناء السلام العادل والشامل وبناء الدولة المدنية التي تحافظ على كرامتنا كنساء وتحفظ حقوقنا. ونعبر عن عظيم امتناننا لمن يقفون معنا اليوم نحو تحقيق ذلك.